ابن الشاطئ Admin
عدد المساهمات : 109 تاريخ التسجيل : 05/12/2007
| موضوع: الكلام هو حصاد اللسان الجمعة فبراير 03, 2017 8:17 pm | |
| الكلام هو حصاد اللسان، ولذا كان لزامًا على المرء العاقل أن يكون كلامه فيما يعود عليه بالنفع ويجنبه الضرر، وأن يحترس منه، وأن يحذر من فضوله بالإمساك عن كثيره، والإقلال منه إلا ما كان في طاعة الله سبحانه من تهليل وتحميد وذكر وتسبيح ودعاء واستغفار، فإن الإكثار منه هو النجاة. جاء أعرابي إلى النبي فقال: دلني على عمل يدخلني الجنة؟ قال: ((أطعم الجائع، واسق الظمآن، وأمر بالمعروف، وانه عن المنكر، فإن لم تطق فكف لسانك إلا من خير)). قال عطاء بن أبي رباح رحمه الله: "فضول الكلام ما عدا تلاوة القرآن، والقول بالسنة عند الحاجة، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأن تنطق في أمر لا بد لك منه في معيشتك. أما يستحي أحدكم لو نشرت عليه صحيفته التي أملاها صدر نهاره أن يرى أكثر ما فيها ليس من أمر دينه ولا دنياه"، ثم تلا قوله تعالى: وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ كِرَامًا كَاتِبِينَ يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ [الانفطار:10-12].
لقد ذكر أهل العلم أن للكلام شروطًا لا يسلم المتكلم من الزلل في حديثه إلا بالحفاظ عليها، ولا يعرى كلامه من النقص ويسلم من الخلل إلا بعد أن يستوفيها ويتأدب بها: أولها: أن يكون الكلام لداع يدعو إليه، إما في جلب نفع أو في دفع ضرر، فالمسلم الحق هو من يسأل نفسه قبل الكلام عن الداعي له، فإن وجد داعيًا للكلام تكلم، وإلا فالصمت أولى به من منطق في غير حينه؛ لأن الإكثار من الكلام في غير ذكر الله وعبادته أو مصلحة النفس والآخرين سبب للوقوع في السقط، وزيادة الهذيان الذي يذهب معه الرشد وتستجلب الفضائح، فيكون القول مرذولاً والرأي معلولاً. قال عمر بن عبد العزيز: "من لم يعدَّ كلامه من عمله كثرت خطاياه"، وقد قيل: "لسان العاقل من وراء قلبه، فإذا أراد الكلام رجع إلى قلبه، فإن كان له تكلم، وإن كان عليه أمسك، وقلب الجاهل من وراء لسانه، يتكلم بكل ما عرض له"، ولهذا قيل في منثور الحكم: "اعقل لسانك إلا عن حق توضحه، أو باطل تدحضه، أو حكمة تنشرها، أو نعمة تذكرها".
| |
|