ابن الشاطئ Admin
عدد المساهمات : 109 تاريخ التسجيل : 05/12/2007
| موضوع: هكذا كانوا .. يوم كنا!!!! الثلاثاء فبراير 09, 2010 2:15 pm | |
| هكذا كانوا .. يوم كنا!!!!للمسلمين فضل لا يُنكرعلى الحضارة الإنسانية قاطبة ، ولا سيما على حضارة الغرب المعاصرة . فلقد نبغعلماء المسلمين في شتى العلوم والمعارف ، ويخطئ من يظن أن المسلمين كانوا مجردنقلة ، نقلوا التراث الإغريقي فقط ، ذلك لأنهم قد استوعبوه وهضموه وفهموا أسرارهومضامينه ، وأضافوا إليه ومزجوه بعلوم الإسلام والقرآن .وشهد الله ما ذكر ذاكرحضارة العرب إلا استهلت بعبراتنا الشؤون ، حسرة على من كانوا رسل خير ورحمة، وحملة علم وعرفان ، أن تذهب جهودهم الإنسانية سدى على يد من خلفوهم في الحضارة ،فرجعوا بالفضيلة قرونا إلى الوراء .وفي مجال الطب نبغ المسلمون في علوم الطب وفروعه ، وألفوافيه الكتب والمراجع وابتكروا الآلات الطبية ، وأقاموا المستشفيات الثابتةوالمتنقلة . واتسم العمل بالمستشفيات بالطابع الإسلامي ، والطابع الخلقي والإنسانيبما يفوق نظام العمل بأرقى المستشفيات في بلاد الغرب .ومن مفاخر الإسلام حقاأن أول المستشفيات في الإسلام كانت خيمة رفيدة ، وهي امرأة كانت تداوي الجرحى ، وتحتسب بنفسها على خدمة من أصابته الجراح منالمسلمين . ولقد قال رسول الله (صلي الله عليه وسلم)حين أصاب سعد بن معاذ رضي الله عنه السهم في غزوة الخندق: ((اجعلوه في خيمة رفيدة حتى أعوده من قريب )) .ولما تتابعت الفتوحكان للجيش مضارب فيها الممرضات من النساء يداوين الجرحى ، وهذا من جهادهن .وكان العرب يسمونالمشافي (بيمارستانات) ويخففونها فيقول مارستانات. وهي في الأصل كلمة فارسية معناها " معسكر المرضى" .وكانت البيمارستاناتمن أول عهدها إلى زمن طويل مستشفيات عامة ، تُعالج فيها جميع الأمراض والعلل منباطنية وجراحية ورمدية وعقلية ، إلى أن أصابتها الكوارث ، ودار بها الزمن وهجرهاالمرضى فأقفرت إلا من المجانين، فصارت كلمة مارستان تعني مأوى المجانين!!!وفي الوقتالذي كانت فيه المشافي تُشاد في كل مدينة من المدن الإسلامية كانت أوروبا تغرق في ظلام الجهل والتخلف .وكان من أشهر المشافيفي أوروبا في القرون الوسطى مستشفى : (( أوتيل ديو )) في باريس .وقد جاء ذكره في كتاب ألفه " ماكس نوردو "قال فيه عن هذا المستشفى :(( كان يستلقي في الفراش الواحد أربعة مرضى أو خمسة أو ستة. فترى قدمي الواحد في جانب رأس الآخر . وكان الأطفال الصغار إلى جانب الشيوخالشيب . حقاً إن هذا لا يُصدق ، ولكنه الحقيقة والواقع . كانت المرأة تئن من مخالبالمخاض إلى جانب رضيع يتلوى من التشنجات ، ورجل يحترق في هذيان الحمى إلى جانبمسلول يسعل سعلته الجارحة ، و مصاب بإحدى الأمراض الجلدية يمزق جلده الأجرببأظافره الثائرة .كانت رائحةالهواء في قاعات المرضى فاسدة حتى أن الزوار ما كانوا يجرؤن على دخولها إلا بعد أنيضعوا على وجوههم إسفنجة مبللة خلا . وتبقى جثث الموتى أربعا وعشرين ساعة فيالفراش)) . وقد وصفه في القرنالثامن عشر : ((باللي ويتنون ، ولافوازيه)) في تقريرهموصفاً تقشعر منه الأبدان ، إذ : (( رأوا الموتى جنباً إلى جنب مع الأحياء ، كما رأواالناقهين مختلطين في غرفة واحدة مع المحتضرين ، وكانت غرفة العمليات حيث الشقوالقطع والبتر تأوى الذين تعمل لهم العمليات في الغد . فكانت تعمل في وسط الغرفةنفسها ، وكان المريض يرى أمامه تحضيرات العذاب ويسمع صراخ المعذبين ، فإن كان ممنينتظر دوره في الغد كانت أمامه صورة أوجاعه المقبلة . وإن كان ممن مرَّ بهذاالجحيم كان أمامه منظر يذكره بالأوجاع التي قاساها )) .ولم تعمل يد التحسينفي هذا المستشفى الذي أنشئ عام 660 م إلا بعد الثورة الفرنسية عام 1789 م .هكذاكانت حال أحد أشهر مشافي أوروبا في العصور الوسطى كما يصفها الدكتور أحمد شوكتالشطي، فماذا كانت حالة مستشفياتنا التي كان يطلق عليها البيمارستانات ؟؟؟!!!يقول المؤرخون :((إن المشافي العربيةوالإسلامية كنت تكرس للرضيع والوضيع ، والملك والمملوك ، والجندي والأمير .وكانالخلفاء والأمراء والسلاطين وذوو الجاه يتبارون في بناء المشافي حتى أصبح في كلمدينة من المدن الكبرى في الإمبراطورية العربية الإسلامية مستشفى عام واحد علىالأقل للعناية بالمرضى وكان البيمارستانمؤسسة حكومية يقوم بنفقاتها أحد الخلفاء أو الأمراء.كان المرضىيفحصون في المستشفى فيعطون من لا يحتاج إلى الاستشفاء فيه وصفة تحضر في صيدليةالمستشفى . أما المرضى الذين يحتاجون إلى دخول المستشفى ، فتدون أسماؤهم لقبولهم ،ثم يستحمون ، ويـبقون في المستشفى حتى الشفاء التام ، وعلامته أكل رغيف من الخبزوفرّوج كامل !!وعندمايخرجونهم يعطونهم ثوبا مع كمية من الدراهم لتقوم بنفقاتهم الضرورية خارج المستشفى. وكان الناس يتمارضون رغبة منهم في الدخول إلى المستشفى والتنعم بما فيه . وكانالأطباء يغضون الطرف أحيانا عن هذا التحايل!!!!!! . قال خليل بن شاهينالظاهري في كتاب " النجوم الزاهرة " بعدأن زار دمشق :((... وبها بيمارستان لم يُر مثله في الدنيا ، وعندما دخلتدمشق سنة 831 هـ كان بصحبتي رجل أعجمي من أهل الفضل والذوق ، فلما دخل البيمارستان، تمارض وأقام به ثلاثة أيام ورئيس الأطباء يتردد إليه ، فلما فحصه وعلم حاله وصفله ما يناسبه من الأطعمة الحسنة والفواكه والحلوى وبعد ثلاثة أيام كتب له الطبيبكلمة جاء فيها :إن الضيف لايقيم فوق ثلاثة أيام ، وهذا يوحي بأنه أدرك أنه متمارض ، ومع ذلك فقد عامله كأحدالضيوف "وكان لكل مستشفى عامأروقة خاصة للذكور والإناث . وخصصت فيها شعب للحمى والإسهالات والجراحة والتجبيروالإصابات العينية وغيرها . وألحق بأكثر المستشفيات حمام عام . ومن أقسام المستشفىصيدلية يُشرف عليها صيدلي مُجاز ، ومجهزة بالأدوية والشرابات والعقاقير المختلفة .وجهز كل مستشفى بمكتبةتضم المفيد من مخطوط أبقراط وجالينوس وأطباء المسلمين ، يجتمع فيها الأساتذةوالطلاب بعد جولة الصباح على المرضى .وكان للمستشفيات أوقافتعولها ، وكانت الإدارة الطبية يرعاها الطبيب الأول يعاونه رؤساء مختلف الشعب ،ويعاون هؤلاء معاونوهم وتلاميذهم .وانتشرت البيمارستاناتانتشاراً كبيراً في العالم الإسلامي ، وكان منها نوعان :النوع الأول: وهو البيمارستان الثابت . ومن ذلك بيمارستان النوريالكبير بدمشق وبيمارستان قلاوون بالقاهرة .النوعالثاني : وهو البيمارستان المحمول . وهوالذي ينقل من مكان إلى آخر بحسب انتشار الأمراض والأوبئة والحروب .وبلغ من اهتمامالأمراء بالبيمارستان أن بعضهم كان يشرف بنفسه على سير العمل فيها ، ومن هؤلاءأحمد بن طولون الذي اعتاد أن يتفقد أحوال المرضى في كل يوم جمعة في البيمارستانالعتيق .ولم تكن رسالةالبيمارستان قاصرة على الرعاية والعلاج ، وإنما امتدت لتشمل إعداد الأطباء ،وتأهيلهم فكان بمثابة جامعة تخرج الأطباء ، ويتبعون ما يطلق عليه في الوقت الحاضراسم " فريق العمل Team Work حيث يشترك أكثر من طبيب في تشخيص الحالة وعلاجها . وهذا المنهج الإسلامي هوالأصل الذي نشأ عنه ما يعرف في الوقت الحاضر في مجال العمل الطبي باسم "مؤتمر الحالة Case Conference حيث يجتمع عدد من الأطباءوالأخصائيين ويدرسون حالة مريض معينة ، ويبدي كل منهم رأيه ، ويتبادل الجميعالخبرة والمشورة .أما المجاذم : فقدخصصت لعلاج المجذومين ، و أول مؤسسة عرفت في بلاد العرب هي مجذمة الوليد بن عبدالملك في دمشق سنة 88 هـ ، ثم تعددت المجاذم بعد ذلك . وتعد المجاذم العربية أولدور عولج فيها المصابون بالجذام معالجة فنية ، وكان الدخول إليها غير تابع لقيد أوشرط ، بينما كانت المجاذم في الغرب مخصصة لفئة من الناس . وكان على المقبول فيهاأن يدفع رسما باهظا وأن يصطحب معه ما يحتاج إليه من مقاعد وأسرة وأواني الطعاموالشراب .وأما بيمارستاناتالأمراض العقلية فقد تأسست في زمن الأمويين للعناية بالذين أصابهم مس أو اعتراهمضعف عقلي . فقد كان المسلمون يعتبرون المعتوهين مُعدمين وعالة على إحسان الدولة ،لأن إصابتهم بقضاء من الله وقدره .ولقد جاء في صك الأوقافالتي حُبس ريعها لصالح المستشفى النوري أو العتيق بحلب أنكل مجنون يُخص بخادمين فينزعان عنه ثيابه كل صباح ، ويحممانه بالماء البارد ، ثم يُلبسانهثيابا نظيفة ويحملانه على أداء الصلاة ، ويُسمعانه قراءة القرآن يقرؤه رجل حسنالصوت ، ثم يُفسحانه في الهواء الطلق !!!!!!أما فيأوروبا ، فكان المجانين يُحرمون من دخولالمستشفيات ، وكانوا يُقيدون بالسلاسل في بيوت الجنون ، تلك البيوت التي كانت شراًمن السجون ، فيبقون فيها حتى ينتهي أجلهم !فهل أتاك بعد هذا كلهأن الغرب سبق حضارتنا بقرون حين اهتدوا إلى المستشفيات ؟!!ولعلنا في الختام نذكركلمة " رينان " التي يقول فيها :(( ما دخلت مسجدا قط إلا اعتراني خشوع يمازجه أسف على أنيلم أكن مسلما )). فيتمنى أن يكون مسلمامن ذلك الطراز: طراز نور الدين وصلاح الدين!!****************************منقوووووووول:::::: موقع الدكتور: حسانشمسي باشا ::::::http://www.drchamsipasha.com**************************** | |
|